ونحن نستعد لاستقبال عام 2026، عام الأسرة، يأتي انطلاق ملتقى أبوظبي الأسري الخامس 2025، ليجسد المكانة المحورية للأسرة في مجتمع الإمارات، والرهان على دورها في بناء الأجيال، وسلامة المجتمع وقوته واستقراره. ففي زمن تتسارع فيه التحولات الاجتماعية والثقافية، يبرز الملتقى بوصفه رسالة وطنية عميقة تؤكد أن الأسرة ليست مجرد إطار اجتماعي، بل هي حجر الأساس في استقرار المجتمعات واستدامة تنميتها. 
الملتقى، الذي يقام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، يعكس رؤية راسخة تضع الإنسان والأسرة في قلب المشروع التنموي للدولة، وقد حظيت الأسرة بالكثير من الرعاية والعناية، وتمحورت حولها البرامج والمبادرات كافة. 
 ويعبر اختيار شعار «الأسرة مقرّ ومستقر» للملتقى، الذي يستمر حتى الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري، عن فلسفة وطنية ترى في التماسك الأسري الضمان الحقيقي لجودة الحياة، وفي الحوار بين الأجيال جسراً يعبر بالمجتمع نحو مستقبل أكثر توازناً. ومن خلال تنظيمه من قبل مؤسسة التنمية الأسرية وبرنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، يتحول الملتقى إلى منصة جامعة للتوعية والتمكين، تستهدف مختلف فئات المجتمع دون استثناء. 
 واللافت في الملتقى أنه لا يكتفي بالخطاب النظري، بل يترجمه إلى تجربة حية نابضة، تجمع بين الحكمة المتجذرة لدى كبار المواطنين، وطموح الشباب، وبراءة الأطفال، وإبداع المرأة، في مشهد يعكس صورة الأسرة الإماراتية المتماسكة. وتؤكد محطاته المتنوعة، من جودة حياة الأسر إلى الموروث الإماراتي وريادة الأعمال، أن التنمية الأسرية مسار متكامل يبدأ بالقيم وينتهي بالتمكين. 
 كما يعمل الملتقى على إعادة تقديم التراث بأسلوب معاصر، ويمنح الإبداع والابتكار مساحة للتعبير، ليغدو فضاءً تتلاقى فيه الثقافة والإعلام والترفيه والمعرفة. إنه احتفال بالهوية، واستثمار في الإنسان، وتجسيد عملي لقناعة راسخة مفادها أن بناء المستقبل يبدأ من بيتٍ مستقر وأسرة واعية. 
 ويشمل ملتقى أبوظبي الأسري الخامس محطات رئيسية، هي: محطة جودة حياة الأسر، ومحطة الموروث الإماراتي، ومحطة ريادة الأعمال، ومنطقة «بركتنا»، بالإضافة إلى فعالياته المصاحبة، ومنها: منطقة الطفل، والمزارع الصغير، وركن «اصنع بنفسك»، والمنطقة الرياضية، والمطبخ التفاعلي، ومعرض الأزياء التراثية، ومعرض زايد نصير المرأة، والسوق التراثي، والمقهى التراثي، والمكتبة، والمسرح الرئيسي الذي يقدم العديد من الحفلات الغنائية المتنوعة والمسرحيات الكوميدية طوال فترة إقامة الملتقى. 
 ويبقى ملتقى أبوظبي الأسري دعوة مفتوحة لكل أسرة لتكون شريكاً فاعلاً في مسيرة وطن يراهن على تماسكه الاجتماعي بوصفه أحد أعظم إنجازاته.